و مع الأسف الشدید هذه القیادة الصالحة حذفوها من مسرح الحیاة. هذه القیادة الصالحة لن تتح لها طیلة التاریخ بأن تقود الإنسان فلم یبقی لنا إلا إحیاء ذکریات هولاء القادة الأعاظم الأماجد الکبار لتسمو أرواحنا بذکراهم و لنتلقی الدروس من خلال سیرتهم و من خلال عطائهم.
و نقول هنا القیادة الإلهیة.
بسم الله الرحمن الرحیم الحمدالله رب العالمین و الصلوة و السلام علی محمد و آله الطیبین الطاهرین
لا سیما بقیة الله في الأرضین قال تعالی في محکم کتابه و منیر خطابه: لا سیما بقیة الله في الأرضین قال تعالی في محکم کتابه و منیر خطابه:
ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﮐَﺮَّﻣْﻨَﺎ ﺑَﻨِﯽ ﺁﺩَﻡَ ﻭَﺣَﻤَﻠْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻓِﯽ ﺍﻟْﺒَﺮِّ ﻭَﺍﻟْﺒَﺤْﺮِ ﻭ َﺭَﺯَﻗْﻨَﺎﻫُﻢ ﻣِﻦَ
ﺍﻟﻄَّﯿِّﺒَﺎﺕِ ﻭَﻓَﻀَّﻠْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻋَﻠَﯽ ﮐَﺜِﯿﺮٍ ﻣِﻤَّﻦْ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺗَﻔْﻀِﯿﻼً ﯾَﻮْﻡَ ﻧَﺪْﻋُﻮﺍ ﮐُﻞَّ ﺃُﻧَﺎﺱٍ ﺑِﺈِﻣَﺎﻣِﻬِﻢْ ﻓَﻤَﻦْ ﺃُﻭﺗِﯽَ ﮐِﺘَﺎﺑَﻪُ ﺑِﯿَﻤِﯿﻨِﻪِ
ﻓَﺄُﻭﻟﺌِﮏَ ﯾَﻘْﺮَﺀُﻭﻥَ ﮐِﺘَﺎﺑَﻬُﻢْ ﻭَﻻَ ﯾُﻈْﻠَﻤُﻮﻥَ ﻓَﺘِﯿﻼً ﻭَﻣَﻦ ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻲ ﻫَﺬِﻩِ ﺃَﻋْﻤَﻰ ﻓَﻬُﻮَ ﻓِﻲ ﺍﻵﺧِﺮَﺓِ ﺃَﻋْﻤَﻰ ﻭَﺃَﺿَﻞُّ
ﺳَﺒِﻴﻠًﺎ.
في البدأ أتقدم بأحری آیات التعازي إلی ساحة مولانا و مقتدانا صاحب العصر و الزمان بقیة الله المنتطر و إلی نوابه الکرام مراجعنا العظام و إلی ولي أمرنا في عصر غیبة الإمام القائد المعظم آیة العظمی الإمام الخامنه اي حفظه الله بمناسبة شهادة مولانا الإمام محمد بن علي الجواد التقي و کذلک أعزي المومنین کافة و أقول لکم أیها المومنون أحسن الله لکم العزاء و تقبل الله أعمالکم
المجلس إکتفی من بیان الکافي و الوعظ الشافي للخطیب المفضال أخي و عزیزي سماحة حجة الإسلام و المسلمین الخطیب الشاعر الشیخ عبدالسادة الدیراوي حفظه الله
و کذلک هذه المدائح و العزاء و ذکر الجواد بن الإمام الرضا علیه السلام و أنا تأدبا و إمتثالا لأوامر أخوتي و بالأخص أخي و عزیزي سماحة سید شرف صاحب هذا الصرح الثقافي الشامل حسینیة و مسجد الزهراء سلام الله علیها بالوقت الذی أشکر حضورکم الذین قدمکک و بعضکم جاء من مدن أخری أتقدم لکم ببعض کلمات من وحی هذه المناسبة التي جمعتنا ببرکة الصلوة علی محمد و آل محمد.
هناک سوال جوهري یطرح من قبل مخالفین أتباع أهل البیت علیهم السلام بأنکم أیها الشیعة تقدسون و تعظمون أئمتکم و تندبونهم و تقیمون المآتم و کذلک الأفراح و توجهون هذا الأمر علی التوحید و النبوة و العدل و المعاد و جمیع المعارف القرآنیة
هل الإسلام هو فقط هذا الأمر لماذا أنتم معشر الشیعة دینکم أئمتکم فقط؟
هکذا تطرح هذه الإشکالیة.
أنا أرید أن أجیب علی هذه الإشکالیة بإختصار أولا:
جوابنا واضح؛ إذا تسأل الموالي الشیعي یقول: أولا هذا أمر الله یقول الباري تعالی: و جعلناهم أئمة یهدون بأمرنا
ثانیا: قضیة الفطرة؛ مقتضی الفطرة،
فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لخلق الله ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
ثالثا: حب أئمتنا محفور في أعماق قلوبنا و وجداننا بحیث لا نستطیع أن نفارق هذا الحب مع أنه أمر الله؛ قُل لا أَسئَلُكُمعَلَیهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِی القُربى
رابعا: مجالس الأئمة مجالس المعارف الإلهیة جمعاء، مجالس الوعظ و الإرشاد، مجالس تربیة الإنسان و مجالس ربط المجتمع بالدین و المبادئ الإلهیة
و خامسا: هناک أجر و ثواب عظیم یترتب علی هذه المجالس خصوصا ذکر مظلومیة أهل البیت علیهم السلام و بالأخص مظلومیة أبي عبدالله الحسین علیه آلاف التحیة و السلام.
و لکن إن إحیاءنا لهذه المجالس و المئاتم و ذکریات الأئمة الکرام، لیس هذا الإحیاء أمرا الهیا مقدسا نبتغي من خلاله الأجر و الثواب فحسب
بل من خلال هذه المجالس نرید أن نعیش مع أئمتنا في أوضاعنا المعاصرة و نتلقی الدروس الکبیرة منهم لحیاتنا المعاصرة
إن الإمامة الإلهیة هي روح الدین. الدین بلا إمامة کجسم بلا روح لأن الإمام بالمقیاس الإنساني البشري قائد و المجتمع الإنساني، من دون قیادة صالحة إما یئول أمره إلی التوحش أو التخلف.
فالقائد الإمام الرمز الإلهي هو قائد التوحید و قائد الرسالة و معرفة النبوة و قائد العدل و الأخلاق و هو قائدنا إلی مسیرتنا الأبدیة نحو الحیاة الخالدة الأخرویة.
من خلال القائد الإلهي الرمز نعرف العقیدة و ننجم في الأخلاق و نعرف الشریعة و نشق طریقنا في الحیاة. فالقائد هو الأساس في الإسلام بل أکبر محنة، للإنسان المعاصر الیوم في العالم بأجمعة؛ أیها الأخوة أیها السادة أیهاالمشایخ أیها الأساتذة أیها المثقفون، محنة الإنسان المعاصر؛ هو محنة فراق القیادة في العالم.
إن قادة البلدان في العالم لا أهمیة لهم في قیادة هذا البشر.
جاء الدین لصناعة الإنسان، صناعة الإنسان الکریم العزیز الواعي المتقدم القوي الآمن المطمئن و صناعة المجتمع المثالي الرائع.
صناعة هذا الإنسان و هذا المجتمع لا یتم إلا عن طریق قیادة صالحة.
و مع الأسف الشدید هذه القیادة الصالحة حذفوها من مسرح الحیاة. هذه القیادة الصالحة لن تتح لها طیلة التاریخ بأن تقود الإنسان فلم یبقی لنا إلا إحیاء ذکریات هولاء القادة الأعاظم الأماجد الکبار لتسمو أرواحنا بذکراهم و لنتلقی الدروس من خلال سیرتهم و من خلال عطائهم.
و نقول هنا القیادة الإلهیة.
القیادة الإلهیة هي التی ترافقنا في الدین فإحیائنا لهذه المراسم لیس هو سرد تاریخي و قسوي و أن نتضامن مع الأئمة في ماضي حیاتنا و حیاتهم بل نعیش مع الأئمة في حالنا و مستقبلنا. نرید أن نصنع الحال و نبني المستقبل.
فکیف نترک الأئمة الإمام یعن القائد الزعیم و أئمتنا قادة الإسلام. قادة المسلمین قادة المجتمع و قادة الدولة بعد الرسول الأکرم محمد المصطفی بتنصیب إلهي.
لکن سرعان ما انحرف الحکم الإلهی بعد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و أدی إلی هذه الفترة التي نعرفها من التاریخ و ما جری علی أئمتنا واحدا تلو الآخر و الیوم نعیش ذکری إستشهاد الإمام الجواد علیه السلام.
سنن لله مقدمة علی العلائم
هناک تیارات منحرفة تارة تدعي بإسم السفارة و النیابة للإمام الحجة بعنوان الیمانیة و هم کذابون و بعداء عن هذا الأمر و تارة یدعون أمور أخری هذف کل هذه الدوائر إبعاد الشیعة و المسلمین عن القیادة الصالحة.
- ۱ نظر
- ۲۷ شهریور ۹۴ ، ۱۵:۴۱