بيان آية الله الشيخ عباس الكعبي على أعتاب عيد الفطر السعيد عام ١٤٤١ ه.ق
بيان آية الله الشيخ عباس الكعبي على أعتاب عيد الفطر السعيد عام ١٤٤١ ه.ق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا شهر الله الأكبر و عيد أوليائه
الى أهلنا الشرفاء و أحبتنا الاعزاء و الى المؤمنين الكرام، نحمد الله على جميع نعمه و آلائه و الثناء لله على توفيقنا في اغتنام فرصة شهر الله الاكبر لتهذيب النفس و شَرف الحضور على مائدة الرحمن و ضيافة الله و نصلي و نسلم على خير الأنام، المصطفى أبي القاسم محمد و على أهل بيته الطيبين الأطهار.
و الان، حيث نودع هذا الشهر العظيم بخير ساعاته و أيامه، وداع خير أليف متشوقين اليه و لفضله المحرومين منه، مُقبلين علی عيدنا السعيد الذي جعله الله يوم الجوائز و النوائل بالعفو و الرحمة و المغفرة و قبول الأعمال و الخير و البركة مفلحين مسرورين، فنقول لكم أيها الصائمون العائدون: ( عيدكم مبارك و ايامكم سعيدة و كل عام و أنتم بخير و سلامة و عافية في الدين و الدنيا.)
نعم ان عيد الفطر السعيد هو رمز لعظمة الاسلام و مجده و كفيل باعادة بناء الامة و معلم حضارى في التوليف بين الامة و الامامة الالهية و ذخرا و شرفا و كرامة و قوة متزايدة لقائد البشرية على الاطلاق خاتم الانبياء محمد المصطفى صلى الله عليه و آله و اهل بيته الكرام.
ايها الاحبة، يا اهل الايمان و الولاء و الوفاء، *نعلم جميعا، أن شهر رمضان الفضيل و عيد الفطر المبارك تزامن في هذا العام، بتفشي فيروس "كرونا" الذي عم جميع العالم من دون استثناء و ان امتنا الاسلامية و مجتمعنا المؤمن، سجل أروع المشاهد الثقافية و الحضارية في التواصل و التراحم و المواساة و التعاون و التكاتف و المحبة و الاخاء في القضاء على هذا المرض المعدي و كان في الطليعة الكوادر الطبية من مدراء و أطباء و ممرضين و كذلك علماء و أفاضل و أبناء العشائر الشرفاء و المؤسسات الخيرية و طلاب الحوزة و الجامعة و حرس الثورة الاسلامية و شباب التعبئة الجهاديين رجالا و نساء حيث هرعوا لنجدة المصابين و المتضررين.*
لابد لنا من تسجيل كلمة الشكر و التقدير لجميل صنيعكم و حسن معروفكم و مواساتكم
*و نظرا لظروفنا الخاصة نتيجة تفشي فيروس كرونا نلفت الانتباه الى النقاط التالية:*
١_ اكدنا مرارا يجب علينا جميعا، الالتزام بالوصايا الطبية كما صرح بذلك جميع المراجع و العلماء و أعلام الأمة و يحرم علينا جميعا التفريط في ذلك حيث يؤدي الى الاضرار بسلامتنا و صحتنا و بسلامة الآخرين و قال رسول الله صلى الله عليه و آله: (لا ضرر و لا ضرار في الاسلام.)
٢_ لابد من رعاية الفواصل الطبية و الاكتفاء في المعايدة بالهواتف و قنوات التواصل الاجتماعى أو الالتزام بالبروتكلات الطبية مثل استخدام الكمامات و القفازات و المعقمات و منع المصابين أو المرضى الذين في معرض الاصابة من الزيارات في أيام العيد.
٣_ *بما أن مناطقنا في خوزستان، لازالت تعتبر مناطق حمراء من ناحية صحية فلا نقيم صلاة عيد الفطر في هذا العام مع انها مستحبة و يمكن اقامتها فرادى في البيوت و الاكتفاء بقراءة الادعية الواردة في هذا اليوم مثل التكبيرات بعد الصلوات اليومية في ليلة و يوم العيد.*
٤_ يجب اخراج زكاة الفطرة الواجبة في صبح يوم العيد لكل فرد ذكرا أو انثي صغيرا و كبيرا بمقدار صاع من الطعام ألمتداول؛ يختلف حسب اختلاف البدان و اختلاف عملة كل بلد. أما في ايران و خوزستان فمبلغه تسعة آلاف تومان لكل فرد و الاحوط عشرة آلاف تومان. الافضل أن يدفع للفقراء و مساكين البلد و الاقربون أولى بالمعروف و يمكن توكيل الافراد أو الموسسات الخيرية مثل لجنة امداد الامام الخميني قدس سره الشريف في الاخذ و الصرف على المستحقين.
٥_ لا نفوت فرصة العيد في العفو و التسامح و الصلح و صلة الأرحام و لو باتصال هاتفي أو رسالة معايدة عن طريق شبكات التواصل و الحفاظ على الوحدة و الوئام و كفاف الشر و انهاء النزاعات و الخلافات التي لا جدوى منها و لازال مجتمعنا يعانى كثيرا جراء هذه المحن و المشاكل. نسأل الله الخلاص منها.
٦_ لنحاول المحافظة على مكتسبات و عطاء شهر رمضان المبارك من تحقيق العبودية لله و الصلاة أول الوقت و تلاوة القرآن و صلاة الليل و الدعاء و الاحسان و المواسات و مراقبة النفس و التوبة و الاستغفار و أداء حقوق الناس و رد المظالم و العمل بالواجبات و ترك الآثام و المعاصي.
٧_ لاننسي مساعدة المتضررين اثر تعطيل الاعمال و المشاغل من أصحاب الدخل المحدود بقدر الاستطاعة و تتاكد هذه المسئولية على المتمكنين الأثرياء.
٨_ لابد من تنويع الأساليب بابراز فرحة العيد و السرور فيه بكل قيمه الانسانية و الاخلاقية و الاجتماعية بما يتناسب مع الظروف الصحية.
٩_ لابد من استمرار الحركة العلمية في الحوزات و الجامعات و كذلك الندوات و المحاضرات الثقافية و الدينية و المجالس الحسينية كما كانت في شهر رمضان المبارك عن طريق الاينترنت و شبكات التواصل فان العطاء العلمي و النهوض الثقافي و الديني و زيارة المشاهد المشرفة و مجالس سيد الشهداء، لايمكن تعطيلها او الاستغناء عنها مهما كانت الظروف و ان تغيرت الأساليب بما يملي علينا الوضع الصحي و اولوية سلامة المؤمنين الأعزاء ابعد الله عنهم الأسقام و وباء "كرونا" و كل سوء و مكروه
١٠_ ان عيد الفطر السعيد هو عيد لكل المسلمين في يوم واحد في كل البلدان الاسلامية و ان استمرت فرحة العيد في ايام و لذلك يجب الاحتراز عن الخلاف في تشخيص يوم العيد بين أبناء الأمة الواحدة و نبذ الفرقة و الخلاف و رسم آليات و حلول فقهية لذلك فان الخلاف في تشخيص يوم العيد لايجوز لانه يؤدي الى الاخلال بنظام عيد المسلمين حتى لو كان أساس الخلاف هو تبني بعض المباني و الآراء الفقهية، فان ذلك يتنافى مع مذاق الشارع و حكمة العيد و أهدافه و مقاصده الذي أراده الله لنا بتجميع قوة الأمة في يوم العيد خلف قيادتها الالهية . ( الذي جعلته للمسلمين عيدا و لمحمد صلى الله عليه و آله ذخرا و شرفا و كرامة و مزيدا )
*و في الختام* نترحم على روح الامام الراحل قدس سره و ارواح شهداءنا الابرار خاصة الشهيد السعيد الرمز القائد اللواء الحاج قاسم سليماني و الشهيد البطل ابو مهدي المهندس و رفقاء دربهم رضوان الله عليهم و كذلك اموات المؤمنين، خاصة الذين فقدناهم اثر هذا الداء الخطير و نسال الله تعالى الشفاء العاجل لجميع المرضى و المصابين بكرونا و حسن العاقبة و ان يكشف هذه الغمة عن هذه الامة و ان يصلح كل فاسد من امور المسلمين و ان يغير سوء حالنا بحسن حاله و ان ينصر المقاومة الاسلامية و يطيل عمر قائدنا المفدى الامام الخامنه اي دام ظله الوارف بتوجهات مولانا و امامنا و مقتدانا صاحب العصر و الزمان عجل الله تعالى فرجه و ان يجعلنا من خير أعوانه وانصاره و المستشهدين تحت رايته انه سميع مجيب.
٢٩/ رمضان المبارك/ ١٤٤١ ه ق
الموافق ٣/ ٣/ ١٣٩٩ ه ش
الاقل_ عباس الكعبي
- ۹۹/۰۳/۰۳