نص خطاب سماحة الشیخ عباس الکعبي في مهرجان ریادة العمل «کیف نبدأ» لمجموعة الهدف في مرکز الإمام الحسین علیه السلام العلمي الثقافي
بسم الله الرحمن الرحیم
قا الله تعالی فی محکم کتابه و منیر خطابه ((فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أولا و قبل کل شیی لا یسعني إلا شکر جمیع الأخوة و الأخوات و جمیع من شارک و ساهم في هذا المشروع العام في منطقتنا. هذا المشروع الذي هو للتحریض لصناعة الأعمال هذا المشروع الذي سمی "هدف"والإنطالقة الأولی کیف نبدأ؟
فأقول لکم بعد التوکل علی الله و في ظل توجهات ولي العصر عجل الله تعالی فرجه الشریف و في أمسیة لیلة الجمعة من خلال هذه المحاظرات القیمة التي سمعناها من الدکتور بوعذار و الدکتور حسین خنیفر و الأداء الممیز للشاب الإعلامي الهادف الأخ أمیر حیدري مع مجموعته الشبابیة الناشطة، أقول لکم إننا بحمدالله قد بدأنا ورشة صناعة العمل لتحویل و تنویر الحالة من الأسوء إلی الأفضل بإذن الله.
أکبر ثروة لکل مجتمع، الطاقة البشریة و أنا قلت للأخوة و سئلتهم إستنکارا إن مجتمعا فیه أمثال دکتور حسین خنیفر و دکتور بوعذار و الشاب الهادف أمیر حیدري و المسئولین و صناع العمل و التجار و النخب و الرموز العلمیة و الثقافیة، إن هذا المجتمع کیف یصبح بطالا؟!
فالجدیر به أن یعمل و یصنع العمل بإذن الله و نحن نتمکن من صنع ذلک بإذن الله.
إسمحولي أن أفتح ورقتي التي بسیاق المشارکة ذکرت فیها بعض الرؤوس المتعلقة بموضوع صناعة العمل و نبتدأ.
أتصور، أفضل ترجمة لهذا المصطلح هو صناعة العمل و لیس ریادة العمل کما هو إصطلح علیه في العالم الیوم. فإن الریادة أحد عناصر صناعة العمل.
صناعة العمل یعني إنشاء عمل جدید أو الإستجابة لطرق جدیدة شاملة.
هذا العمل و صناعة العمل أذکره إنشاء الله في ضمن مقدمات؛
أولا خصائص العمل المفضل في الإسلام:
العمل المفضل في الإسلام
أولا هو العمل الحر لا الحکومي.
لیس العمل الحکومي هو العمل المفضل. یعني تفعیل القطاع الخاص لا القطاع العام.أمیرالمؤمنین علیه السلام کان یقول: «أوحی الله إلی داوود إنک نعم العبد لولاک تأکل من بیت المال»الأکل من بیت المال حتی من خلال الوظیفة لیس أمرا محببا. الإسلام أراد أن یکون العمل حرا.
و ثانیا العمل المستقل، لا التابع.
العمل المستقل یعني أن لا نعیش في ضمن مجموعة مقاولین و نکون حراس، لا، المراد منه العمل المستقل لا التابع
في روایات عن الإمام الصادق علیه السلام و هذه أیام إستشهاد الإمام الصادق علیه السلام : «من آجر نفسه فقد حظر علیه الرزق» یعني أن یکون أجیرا و یعمل تابعا للآخر و في اللغة الإنگلیزیة liber عامل موظف تابع للآخر.هذا یحدد رزقه .
و فی روایة أخری روی عبدالله بن محمد الجعفی عن أبی جعفر علیه السلام قال: (من آجر نفسه فقد حظر علیها الرزق، وکیف لا یحظر علیها الرزق وما أساب فهو لرب آجرة) یعنی یعمل لغیره لا نفسه. العمل المستقل مهم لا التابع. ثانیا العمل المثمر کالزراعة. و فی روایة ( الزارعون كنوز الله فی أرضه و ما فی الأعمال شی ء أحب إلى الله من الزراعة ما بعث الله نبیا إلا زراعا إلا إدریس ع فإنه كان خیاطا") هذه الخصلة الثانیة فی الإسلام و هو العمل المستقل المفصل.
الخصلة الثالثة فی الإسلام
و هی مهمة جدا، و ینبغی أن نغیر منظومتنا الفکریة فی مفهوم الإقتصاد فی الإسلام، العمل المغنی. غناء و ثروة، إنتاج الثروة یعتبر من عمل الآخرة لا عمل الدنیا. الزهد السلبی، هو الزهد فی الحرام، لیس الزهد فی الحلال. و فی روایة (نعم العون علی التقی الغنی) أن تعمل لتکون غنیا، ثریا، صاحب رأس مال کبیر. و هذا الرأس مال لا ینبغی أن یضیع. جاء أحد عند الإمام الصادق علیه السلام إسمه فضیل بن یسار قال للإمام مولانا أنا أملک أموال کثیرة و استغنیت و أرید أن أعطل التجارة. الإمام سئله لماذا؟ أجاب لأنه عندی أموال و أرید أطلب الآخرة و لا أحتاج الدنیا. الإمام خاطبه و قال له: ( هکذا تذهب أموالکم) یعنی تضییع الأموال حرام. إستنتاج الأموال للإنتاج فی الإسلام محبب. ثم قال له: (إذا یذهب عقلک.) الصراع و العمل فی المجتمع یزید العقل.(و تسقط کلمتک) المجتمع الفقیر مجتمع ضعیف، مجتمع ذلیل، مجتمع مهان. ینبغی لتحقیق العزة المجتمع یعمل و یفکر لتحقیق الثروة. لذلک یقول: (أغد إلی عزک) یعنی باکر فی الصباح لتحقیق العز عن طریق التجارة.
و فی روایة أخری فی هذا الصدد أذکرها عن الإمام الصادق علیه السلام و لنتعرف علی الإمام الصادق علیه السلام بهذا الأسلوب یقول علیه السلام: (لا خَيرَ فيمَن لا يُحِبُّ جَمعَ المالِ مِن حَلالٍ ، يَكُفُّ بهِ وَجهَهُ و يَقضي بهِ دَينَهُ و يَصِلُ بهِ رَحِمَهُ ) وفی روایة أخری (عن عبدالله ابن أبي يعفور قال: قال رجل لابي عبدالله عليه السلام: والله إنا لنطلب الدنيا ونحب أن نؤتاها فقال: تحب أن تصنع بها ماذا؟ قال: أعود بها على نفسي وعيالي وأصل بها وأتصدق بها وأحج وأعتمر فقال عليه السلام: ليس هذا طلب الدنيا هذا طلب الآخرة.)
الخصلة الرابعة للعمل فی الإسلام المفضل: العمل الحلال،
ثم العمل الحلال، أیها الأخوة و الأخوات الآیة التی إبتدأت بها: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) یعنی فتشوا عن فرص العمل فی الأرض الواسعة و استثمروا هذه الفرص لطلب الرزق الحلال. أظن أن هذه الآیة الشریفة من جهة، هی آیة صناعة العمل ( فانتشروا فی الأرض) یعنی تعرفوا علی الفرص (وابتغوا من فضل الله) یعنی حولوا الفرص إلی نتاج، فکر، عمل، ثرة، تطویر، إنتاج، إبداع. هذه صورة صناعة العمل فی الإسلام کما فی هذه الخصائص التی ذکرناها.
خطوات نحو صناعة العمل
کیف نعمل؟
الخطوة الأولی التحول الفکری فی رؤیة العمل.
ینبغی أن ننهی هذا الزمن الذی فیه البطال یأتی للنائب فی البرلمان و یأتی للعالم و یوسط ألف واسطة کی یوظف حارسا فی شرکة من الشرک و یعطی خمسة آلاف تومان أو ستة آلاف تومان أو یعمل فی قسم الخدمات العامة فی البلدیة تحت إشراف مغاولین. هذا الفکر غلط. الفکر الصحیح أولا الإستقطاب. ثانیا التدریب. ثالثا التعرف علی فرص العمل. أسئلکم سوال. أیها الأخوات والأخوة الکرام! کم فرصة عمل متاحة فی إیران؟ إثنی عشر ألف فرصة عمل. کل فرصة تولد آلاف، بل بعض الفرص تولد ملایین فرصة.
فرصة عمل زراعة الحنطة فی خوزستان إذا تحققت بصورة صحیحة و کاملة تستطیع أن توظف أربعة ملایین نسمة.
إثنی عشر فرصة عمل أمر مهم جدا. کثیر من الشباب و الشابات غافلین عن هذه الفرص. التعرف علی فرص العمل أمرمهم جدا. رابعا: تصنیف و تنویع فرص العمل فی ما یتناسب مع الکفائة و الذوق و الرؤیة.
نصنف فرص العمل: خدمیة، زراعیة، إجتماعیة، ثقافیة، سیاسیة، دینیة، أمنیة و هکذا. ثم نحقق و ندقق و نفکر بأن أی فرصة من هذه الفرص تتناسب معنا؟ تشخیص الفرصة المناسبة لأن الناس (خلقناکم اطوارا ) و سادسا و هو مهم أیضا القرار لصناعة العمل. یعنی یقرر و یفکر بأن کیف یبدأ؟ ثم النقطة السابعة المبادرة لخلق العمل و صنع العمل و إستثمار الفرص. هذه المبادرة أیها الأخوة و الأخوات، المبادرة لا تحصل جزافا. کی نستطیع نبادرللعمل نحتاج أمورا.
الأمر الأول الثقة بالله: (الثقة بالله ثمن لکل غال و سلم لکل عال) کلمات الدکتورحسین خنیفر کانت مهمة جدا. مضمون بعض الروایات تأمرنا أن نفتح أبواب بیوتنا. و نذهب للدکان و نمشی فی الشارع و نقول توکلنا علی الله و لا نبقی جلساء البیوت.
ثانیا الثقة بالنفس: لا تقول لا أستطیع. قل أستطیع. الثقة بالنفس یعنی الإعتماد علی القدرات الشخصیة. إمکانیة إتخاذ القرار. المبادرة بشکل مستقل و فردی. لا تنتظر أحدا یوظفک. أنت وظف نفسک.
ثالثا: التفائل و الإیجابیة: (تفائوا بالخیر تجدوه) لا تقول هذا مجرد کلام. بدل التشائم و الیأس فی الحیاة تحرک و اصنع المستقبل.
رابعا: أن تکون محتاجا للعمل والعزم فی تحقیقه. المستغنی عن العمل لن یعمل و لا یتحرک. لا یشعر بالإحتیاج. الإمام علیه السلام یقول: (إياک و الکسل و الضجر فانهما يمنعانک من حظک من الدنيا و الآخرة) أینما یوجد کسل، أینما یوجد إحباط، أینما یوجد یأس، أینما یوجد تضجر لا یوجد هناک عمل. الحاجة إلی النجاح، النفعیة، السعی إلی الإنجاز. ربط و تداوم و همة و عزم و إرادة و جدیة و رغبة و طاقة و مبادرة و سبق و إهتمام دائم.
خامسا: المخاطرة أو المجازفة أو ما تسمی ب"ریسک": الإستعداد لقبول الفشل و الخسارة. علو الهمة و تبدیل الخسارة إلی ربح بإستخدام التجارب التی حصلت خلال الإستثمار.
و سادسا: ریادة العمل: أهم شیئ فی ریادة العمل هو فتح علاقات و تواصل و الإنتزاع عن الآخرین و تفاعل إیجابی لکل مقترح یقدم إلیه و قبول نقائص العمل و الإبداع وتشدید العمل والتطویر و الإتساع الفکری و التغییر.
و فی نهایة المقال إستشراف المستقبل و التوجه إلی المستقبل. التطلع إلی بناء المستقبل زاهر قوة الفهم والرؤیة المستقبلیة. لابد أن یفکر بعد عشرة سنین ماذا یحدث و و ما هی تغییرات الثروة والإحتیاجات و أنا کیف أتقدم فی العمل.
و فی النهایة التخطیط و یأتی خلق العمل و صناعة العمل عن طریق الأفکار البنائة.
تقییم و دراسة الأفکار،تجمیع القابلیات و الثروات و المصادر اللازمة إستثمار الفرص الإنطلاق و المبادرة حتی تحقیق النجاح
- ۹۵/۰۵/۱۰