بيان سماحة العلامة آیة الله عباس الکعبی بمناسبة عيد الغدير الاغر:
بسم الله الرحمن الرحیم
قال النبي الاكرم صلى الله عليه و آله في الغدير : (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)
اتقدم الی كل المتعطشين الی قیادة انسانية كفوؤة صالحة، و الى ابناء الامة الاسلامية التواقين الى انتاج قوة التوحيد و الحق و العدل و كرامة الانسان، و الى العارفين الشاكرين لنعمة ولاية اميرالموؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، اتقدم اليكم جميعا ايها المحتفلون باحر التهاني و التبريكات باليوم الثامن عشر من ذي الحجة عيد الغدير الاغر عيد تتويج امير المؤمنين عليه السلام بامرة المؤمنين.
💠 و بهذه المناسبة السارة نجدد الولاء و الوفاء و البيعة لله و لرسوله صلى الله عليه و آله و لاميرالؤمنين عليه السلام و ولده المعصومين عليهم السلام خاصة لبقية الله الاعظم صاحب الامر و الزمان عجل الله تعالي فرجه الشريف امتثالا لامر رسول الله صلى الله عليه و آله كما أخرج الإمام الطبري محمد بن جرير في كتاب الولاية حديثا بإسناده عن زيد
بن أرقم و في آخره فقال: "معاشر الناس، قولوا: أعطيناك على ذلك عهدا عن أنفسنا وميثاقا بألسنتنا و صفقة بأيدينا نؤديه إلى أولادنا و أهالينا لا نبغي بذلك بدلا وأنت شهيد علينا وكفى بالله شهيدا، قولوا ما قلت لكم، وسلموا على على بإمرة المؤمنين، وقولوا:
(الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) فإن الله يعلم كل صوت و خائنة كل نفس (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه و من أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) ، قولوا ما يرضي الله عنكم ف (إن
تكفروا فإن الله غني عنكم)"
💠 و في عصرنا الراهن تتبلور هذه البيعة المقدسة بالثبات و الاستقامة على خط ولاية الغدير من خلال الالتزام بمنهج اميرالمؤمنين عليه السلام و امتداد ذلك في مدرسة عاشوراء سيد الشهداء و مولا الكونين ابي عبدالله الحسين عليه السلام و مدرسة الانتظار و انتاج القوة للاسلام و التمهيد لظهور ولي الله الاعظم صاحب الامر و الزمان عجل الله تعالي فرجه الشريف باتباع العلماء الصالحين و مراجع الدين في الخطوط العامة المعرفية و الولائية و الشرعية بالتبيين و التبصير و وعي خطاب الثورة الاسلامية التي هي و ميض من نور الغدير شع في افق ايران الاسلام ليخرج البشرية جمعاء من ظلمات الجاهلية المعقدة الى نور الاسلام المحمدي الاصيل بفضل قيادة الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه و تجسيد هذه القيادة الالهية المخلصة الحكيمة بقيادة الامام الخامنه اي دام ظله الوارف على رؤوس المسلمين .
يذكر العلامة الاميني رضوان الله تعالى عليه في موسوعة الغدير اكثر من ستين شخصية علمائية من كبار اهل السنة يؤكدؤن أن التهنئة بعيد الغدير من ابرز مصاديق تعظيم شعائر الاسلام و ان هذا العيد تحول الى مناسبة هامة في ثقافة المسلمين جميعا و صار رمزا لكلمة التوحيد و توحيد الكلمة بالاعتصام بحبل الولاية.
يقول تقي الدين المقريزي من العلماء المنصفين في كتابه القيم المواعظ والاعتبار بالخطط والاثار ج ٢ص ٢٢٠ قال ابن زولاق: و في يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة- وهو يوم الغدير- يجتمع خلق من أهل مصر والمغاربة ومن تبعهم للدعاء، لأنّه يوم عيد، لأنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- عهد إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فيه واستخلفه...»
ويشهد بذلك شواهد كثيرة منها ما ذكرناه.
ناهيك عن سنده المتواتر بين المسلمين و رفده بتفسير الايات العديدة المفسرة بهذا الشان في اهم التفاسير المعروفة.
وفي اسانيد اصحابنا
روى الشيخ الكليني- في الكافي الشريف ج ١ ص ٢٨٩ ان الولاية اخر الفرائض التي نزلت على رسول الله وامر بابلاغها. روي يسنده عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة والفضيل بن يسار، وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي وأنزل عليه "إنما
وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة" و فرض ولاية
أولي الامر فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله أن يفسر لهم الولاية، كما فسر لهم الصلاة، والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله، ضاق بذلك صدر رسول
الله صلى الله عليه وآله و تخوف أن يرتدوا عن دينهم و أن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه
عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم
تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " فصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام
بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم، فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب. - قال عمر بن أذينة: قالوا جميعا غير أبي الجارود - وقال أبو جعفر عليه السلام: و كانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض، فأنزل الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " قال أبو جعفر عليه السلام: يقول الله عز وجل: لا انزل عليكم بعد هذه فريضة، قد أكملت لكم الفرائض.
💠 ان وعي خطاب الغدير و دلالاته، ضرورة حضارية في مسير الصحوة و النهوض و مواجهة التحديات و مكائد الاعداء و حماية الامة من اعدائها بالدخول في حصن الولاية القوي العزيز و تعزيز المودة و الاخاء و التعاون بين المسلمين لان ولاية الغدير امتداد حقيقي لولاية رسول الله صلى الله عليه و آله و امتداد لولاية الله و الحب في الله و البغض في الله.
💠 الايمان بالغدير يعني الايمان بولاية الاسلام و علوه و ضرورة التمكين و النصرة و التوليف بين الامة و الامامة و استعادة مجد الامة بتحويل ضعفها الى قوة و التهديد الى فرصة و الحركة نحو التطوير و التحول الهادف لصناعة أمة مؤمنة صالحة قوية شاهدة على الامم و الغدير يعني الاهتمام بالقضاء على الفقر و الفساد و التمييز و التهميش و ضياع حقوق الامة و بناء الاوطان و الاستقلال و تحقيق الحرية و العدالة و العزة و الكرامة.
💠 الغدير يعني صيانة الامة من الانحراف و التيه و الضلال و اغواءات الشياطين و نهاية للتشرذم و التفرق و التفكك و التمزيق و الذل و الهوان و تبعية اعداء الاسلام فلو عرفت الامة حقيقة الغدير و التزمت بمفاده و دلالاته و خطه المتجسد في ضرورة ولاية القيادة الصالحة لحراسة الدين و سياسة الدنيا خلافة للنبوة على حد تعبير الماوردي في الاحكام السلطانية لنهضت و قامت لله و لانتهي كل خلاف و تخلف و لتكرر العصر المشرق لولاية رسول الله صلى الله عليه و آله.
💠 نعم ان تجربة الثورة الاسلامية التي انطلقت على اساس خطاب الغدير، أمام كل منصف في الشروق الحضاري على اساس مدرسة اميرالمؤمنين عليه السلام. ان هذه المدرسة المعطائة على ضوء قيادة الولي الفقيه حولت ايران الاسلام الى قوة ممانعة غيرت المعادلة الظالمة لقوى الشر امريكا و الصهيونية لصالح المسلمين و انتجت المقاومة و هي تبشر بتحرير فلسطين من النهر الي البحر و زوال اسرائيل و رسم نظام عالمي جديد لتحقيق السلم و الامن و الايمان و الامل المشرق باصلاح العالم و ظهور شمس الولاية الكبرى المحمدية و الدولة الكريمة المهدوية بظهور خاتم الاوصياء بقية الله الاعظم صاحب الامر والزمان الامام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف و بسط الرحمة الالهية لولاية محمد و آل محمد على العالم انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا اليس الصبح بقريب
١٥ ذي الحجة الحرام / ١٤٤٤ ه ق الموافق
١٢/ ٤/ ١٤٠٢ه ش
الاقل _ عباس الكعبي
https://eitaa.com/kaabi_ir